أوضح سهيل دراج "محلل الاسواق المالية العالمية" ان تراجع الناتج المحلي الاجمالي للولايات المتحدة جاء بنسبة "-1%" والذي يعتبره دراج ممتازا جدا على اعتبار ان الربع الاول من نفس العام كان "-6%" والربع الرابع من العام الماضي كان "-6.5%"، مشيرا الى ان الناتج المحلي الاجمالي الامريكي بدأ يقترب من نقطة الصفر وبعدها سيحقق النمو الايجابي.
في هذا السياق، توقع دراج "في حواره مع قناة cnbc عربية" نموا ايجابيا للاقتصاد الامريكي خلال الربع الثالث من العام الجاري.
والمح دراج الى ان ما أسهم في تحسن الصورة بالولايات المتحدة هو ان نتائج الشركات الامريكية جاءت اقوى كثيرا من توقعات المحللين وهي التى دفعت بالمؤشرات الامريكية الى قمة تلو الاخرى حتى وصلت الى 7 قمم تقريبا خلال آخر 10 جلسات تداول وهو ما يعني ان الاسواق في تعافي بشكل ملحوظ.
اما عن الاسواق الاسيوية، ذكر دراج ان اليابان "ثاني اكبر اقتصاد في العالم الان" فاجأت العالم بارقام ايجابية بشكل خيالي هذا الاسبوع والماضي منها انتاج المصانع ارتفع بنسبة 2.4% في يوليو، كما حقق الانتاج الصناعي خلال الربع الثاني نموا بنسبة 8% وهو اسرع معدل نمو منذ الخمسينات، مشيرا الى ان نتائج الشركات ايضا جاءت لتدعم هذا التوجه وعلى راسها نيسان وهوندا وتوشيبا وسوني والتى حققت جميعها ارباحا افضل من التوقعات، من ناحية اخرى المح دراج الى ان وزير الاقتصاد الياباني رفع توقعاته لنمو منطقة اسيا وهي المرة الاولى التى يرفع فيها وزير اقتصاد ياباني لتوقعاته منذ 5 سنوات، ولفت دراج الى ان الصادرات اليابانية بدات تتحسن الى كلا من الولايات المتحدة والصين وهو ما يعني بداية انتعاش بالسوقين الصيني والامريكي.
وبشان الصين، أكد دراج على انه لا يوجد شك في ان الاقتصاد الصيني هو الافضل الان كونه ينمو حاليا بنسبة 8 الى 8.25%، كما حقق سوق الاسهم الصيني ارتفاعا بنسبة 87% منذ بداية العام الى الان كأفضل اسواق العالم لذا بدأت الصين في الاطروحات الاولية مرة اخرى وحجم التداول لديها يتجاوز 3 اسواق كبرى مجتمعة بالعالم"الامريكي والبريطاني والياباني" وهو ما يعني تدفق اموال طائلة الى الصين على اساس انه الاكثر نموا، كما اصبح سوقها للسيارات الاول عالميا متفوقا على الولايات المتحدة.
وعن علاقة هذا باسواق المنطقة، يرى دراج ان هذا التحسن عالميا سيزيد الطلب على النفط والذى يستقر عند 69.5 دولار للبرميل، متوقعا ارتفاعه اكثر خلال الاسبوع القادم، مشيرا الى انه متى حدث الارتفاع بالنفط الى 80 و90 دولار بنهاية العام فهذا بالتبعية سيعود على الاقتصاديات الخليجية بالاضافة الى انه سيدعم نتائج شركات المنطقة.
وحول ارتفاعات الاسواق منذ بداية العام، قال دراج: السوق السعودي ارتفع 20% تقريبا منذ بداية العام، اما الياباني ارتفع 16% والصين 87% وستاندرد اند بورز "المؤشر الكبير ويعتبر هو المقياس" لم يرتفع الا 9% منذ بداية العام بالتالي الاسواق الامريكية مرشحة لمواصلة الارتفاع والقمم خلال الفترة القادمة.
ولفت دراج الى عاملين رئيسيين هما اللذان سيحركا السوق السعودي واسواق المنطقة ايجابيا، الاول ارتفاع اسعار النفط والثاني تراجع الدولار، متوقعا حدوث ذلك لانه عندما يتحسن الاقتصاد الامريكي والعالمي تبدأ الاموال في الخروج من الاستثمار في الدولار كملاذ امن لتتحول للشراء في النفط والمعادن والسلع الاخرى بالتالي يتراجع الطلب على الدولار ومن ثم يتراجع سعره وكذلك يرتفع سعر النفط بالتبعية، مشيرا الى الارتفاع المتواصل الان في اسعار النفط والبتروكيماويات والمعادن "الالومنيوم والحديد والذهب".
يشار الى ان
المؤشرات العالمية ارتفعت بنحو كبير لدى نهاية تعاملات شهر يوليو الماضى بعد ان سجلت جميعها ارتفاعات متفاوته دفعت أغلبها للصعود الى مستويات قياسية بدعم من نتائج أعمال كبرى الشركات التى بعثت الثقة فى نفوس المستثمرين وعززت الامال بشأن انتعاش اقتصادى مرتقب .
ففى بورصة وول ستريت قفزت المؤشرات الامريكية وعلى راسها مؤشر داو جونز الصناعى لاسهم كبرى الشركات الامريكية الذى أستطاع اختراق مستوى الـ 9 الاف نقطة لاول مرة منذ يناير الماضى ، ليقفز من مستوى 8447 نقطة مغلقاً عند 9171 نقطة بارتفاع قدره 8.6% بمكاسب بلغت 724.61نقطة.
حيث تصدر ارتفاعات الأسواق العربية خلال شهر يوليو البورصة المصرية حيث ارتفع مؤشرها الرئيسي بنسبة 8.30% ليغلق عند مستوى 6173.61 نقطة ، تلاه سوق أبوظبي بنسبة 6.44% ليغلق عند مستوى 2800.81 نقطة ، تلاه سوق مسقط بنسبة 4.17% ليغلق عند مستوى 5846.22 نقطة.
وجاء السوق القطري في المركز الرابع بنسبة 3.33% ليغلق عند مستوى 6707.7 نقطة ، تلاه السوق السعودي بنسبة 3.25% ليغلق عند مستوى 5778 نقطة ، وأخيرا سوق دبي بنسبة 1.90% ليغلق عند مستوى 1818.34 نقطة.
</TD></TR></TABLE></TD>