19 |
تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ |
با ويلكمْ من ثأرهمْ.. |
يومَ من القمقمِ يطلعونْ.. |
20 |
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ |
ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ |
لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ |
لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ |
لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ |
فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ |
لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ |
فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ.. |
21 |
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ.. |
يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ |
ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ |
وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً |
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ |
أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ.. |
22 |
نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ |
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ.. |
نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ |
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ.. |
23 |
العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ |
تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ |
وانتقلت (هانوي) من مكانها.. |
وانتقلتْ فيتنامْ.. |
24 |
حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ.. |
ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ.. |
وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ.. |
والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا |
تغيّروا.. |
تغيّروا |
25 |
أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ |
أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ |
أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ |
أهطلُ كالسحابْ |
أطلعُ كلَّ ليلةٍ.. |
من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ |
من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ |
من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ |
أطلعُ من صوتِ أبي.. |
من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ |
أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ |
ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ |
أفتحُ بابَ منزلي. |
أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ |
لأنني أنا.. السؤالُ |