لا تتكرر كلمة ازمة في ممرات سوق الذهب القديمة في دبي. كما لا يمكن رصد مشاعر يأس دائمة. ألا ان التجار يتذمرون من حقيقة أن عددا أقل من الناس تتوافد لشراء بضاعتهم.
لا يزال السياح يتوافدون للتفرج على البضاعة البراقة المعروضة في واجهة المحلات. فالسوق التي تعد وجهة سياحية، تبقى مفعمة باصوات التجار والمستوقين حتى العاشرة مساء.
على كل حال، لا يقوم الناس بشراء المجوهرات كما كانوا في الماضي.
الرهان الآمن
يمثل العديد من أصحاب محلات المجوهرات في سوق الذهب في دبي، والتي تغطيها اسقف خشبية، الجيل الثاني أو الثالث من عوائل تجارة الذهب. وينحدر عدد كبير منهم من أصول هندية، تعلموا تجارة المجوهرات من آباهم وأجدادهم.
وقد شهدت أسعار معدن الذهب زيادة بواقع 30% على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وسط لجوء المستثمرين للمعدن الاصفر كملاذ آمن وسط الازمة المالية العالمية.
وبالنسبة للعديد من المقيمين الاسيويين، الذين يفضلون حيازة المجوهرات الذهبية عيار 24، فإن الذهب يبقى ملجأ آمن.
إلا ان السياح ينفقون بشكل اقل مما سبق.
ففي وقت تتسم فيه اسعار الذهب بالانخفاض، تتحول مجوهرات دبي الى هدية مفضلة لدى زوارها، أما في وقت تتسم فيه أسعار الذهب بالارتفاع، فان التقاط الصور لمحلات بيعها يعد أمرا كافيا.
فوائد الذهب
أعلن مكتب مجلس الذهب العالمي الاقليمي ومقره دبي مؤخرا ارتفاع مبيعات الذهب في الامارت العربية المتحدة بواقع 17% خلال العام الماضي لتبلغ اكثر من 3.7 مليار دولار.
وقال ارام شاشمانيان، الرئيس التنفيذي للمجلس إن "المستثمرين حول العالم ادركوا الفوائد التي تتحقق جراء الاحتفاظ بالذهب خلال الازمة المالية الغير مسبوقة، وفي ظل توقع تسجيل مستويات تضخم متوقعة في المستقبل".
إلا ان التوقعات بشأن بيانات العام الحالي غير مشجعة.
فعلى مر السنوات، شهد التجار ارتفاع وهبوط في اسعار النفط، كما شهدوا سنوات مزدهرة وأخرى مضطربة.
كما شهد هؤلاء التجار لجوء المستثمرين للذهب في حال شعروا بانه ملاذ آمن، كما شهدوا ابتعداهم عن الذهب في وقت يتوقعون الحصول على عوائد اكبر في اماكن آخرى.
الا ان لدى الكثير من التجار شعور بان الازمة الحالية ستمر.