- إصابتني عاهة مستديمة في ساقي إثر حادث مروري وفقدت اعتزازي بنفسي وعانيت من الاكتئاب النفسي لمدة عام.. طيلة هذه المدة كانت زوجتي هي بر الأمان والصدر الحنون الذي اتسع ليحتويني، لقد عملت وكافحت لتأمين لقمة العيش دون ملل، بينما كنت أصارع اليأس حتى مللت ممن حولي.. أعادت لي ثقتي بنفسي.. لم تبخل عليّ بعطفها وحبها.. بل هي ينبوع متدفق من الحنان والأمومة!! جزاها الله خير الجزاء.. هكذا تكون الزوجة المثالية.
14- تزوجت ولكنني لم أحترم زواجي بمعنى الكلمة.. كنت أسهر مع الأصدقاء وكأنني عازب، ولم أفكر يوماً بأن لزوجتي حقوقاً.. كنت ظالماً، فقد كنت أغلق عليها الباب بالمفتاح خوفاً عليها ليس أكثر ولا أقل.. وأدخل البيت مع بزوغ الفجر. لقد صبرت عليّ ولم تحدّت أهلها بما فعلت، وذات مرة حضرت حلقة دينية عن طريق الصدفة تتحدث عن المشكلات الأسرية بسبب إهمال حق الزوجة الصالحة، ومنذ ذلك اليوم وأنا على عهد أن أحسن معاملتها وأعوضها عما فات.
15- تزوجت امرأة صالحة كنت أستغل طيبة قلبها، فعلى الرغم من أنها تعمل بمهنة التدريس إلاّ أنها كانت أسبوعياً تقيم وليمة عامرة في بيتنا على شرف أصدقائي دون أن تتذمر، وذات مرة كانت تشكو من وعكة صحية ولم تتمكن من استضافة أصدقائي كالعادة، فحلفت وأقسمت بان أتزوج وأحضر لها عروساً جديدة في نفس البيت. الحقيقة إنني لم أكن اشعر ناحية زوجتي بحب وشغف شديدين بالرغم من أنه فات على زواجنا أكثر من عامين دون أن نرزق بأطفال، ولعل هذا سبباً جعلني أطلب الزواج للمرة الثانية، وتزوجت بفتاة عن طريق "الخاطبة" ولم تكن ذات جمال رائع، بل إنها عادية وغير موظفة وذات تعليم متوسط. وعندما علمت زوجتي الأولى لم تتفوه بكلمة واحدة عن زواجي، لأنها تعلم أنني أطلب الذرية الصالحة. ليتني لم أفعل.. لقد عاشت زوجتي الأولى معي لمدة عامين وهي تظن أنها السبب في عدم الإنجاب، أما زوجتي الثانية ف
OAS_AD('Middle');
لقد طلبت مني الذهاب إلى الطبيب لإجراء فحص شامل لوضع النقاط على الحروف، وأجرينا الفحوصات واكتشفت أنني السبب.. ما هو الحل؟ لقد رفضت الزوجة الثانية العيش معي وطلبت الانفصال والطلاق بعد ستة أشهر من زواجنا، أما زوجتي الأولى "الأصيلة" فقامت برعايتي وتلقيت العلاج ورزقت منها بالذكور والإناث.. وكلما تذكرت موقفها مني وموقفي معها شعرت بالخزي والندم.. فليسامحني الله.
16- تقدمت للخطبة عدة مرات من أجل الزواج، وفي كل مرة أسأل العروس إن كانت موظفة، فسوف تترك الوظيفة لتستقر في بيتها لخدمتي وتنشئة أطفالنا بمشيئة الله. كانت الفتيات يرفضن، وكنت أنسحب أنا أيضاً حتى جاء خاطب لأختي واشترطت عليه في العقد أن تظل في وظيفتها بعد الزواج وقبل الخاطب بذلك وتم الزواج، وكان زوج أختي تاجراً وتعرض لخسارة كبيرة في تجارته، وكانت أختي تقف إلى جانبه موقف الرجل من الرجل. ومن مؤازرتها ومساندتها استعاد ثقته بنفسه وعاد لمزاولة مهنته وتجارته، وعندها عرفت وأيقنت أهمية دور الزوجة العاملة في حياة زوجها وفي تأمين سعادة أسرتها، عدت مرة أخرى لخطبة إحدى الفتيات الموظفات وتزوجت وكانت زوجتي عاقلة ومدبرة، وعرفت كيف تنظم وقتها وتكسب ود زوجها، وأدركت خطئي، وأصبحت أعترف بأن عمل المرأة وعمل الرجل مكملان لبعضهما.
17- أخذت عن والدي صفة التصرف بعنف تجاه والدتي، وطبقت ذلك على حياتي مع زوجتي، فكنت أجنح للعنف في أغلب الأحيان بسبب وبغيره، ولكنني ذات مرة عرفت من والدتي أنها كانت ومازالت حتى بعد وفاة أبي لا تذكر من مآثره شيئا، بل إنها دائماً تتذكر شعورها بالذل والهوان بسبب تصرفاته العنيفة معها، رحمت أمي ورحمت زوجتي وعرفت بأن الأمر لا يستدعي كل هذا العنف، وأن الحنان والعطف كفيلان بحفظ حق الزوج من قبل زوجته وحصوله على جميع حقوقه المتعارف عليها في مجتمعه، كما أن الفارق بين جيل أبي والجيل الذي أعيشه كفيل بتحويل التعامل بعنف إلى التعامل باحترام.
18- حسبت أن المرأة دمية يستطيع الرجل اللعب بها وتشكيلها حسبما يريد، ولكن اتضح لي أن هذه الدمية مخلوق جميل جدير بالاحترام والتقدير، وعلى الرجل أن يحتفظ بها قلباً وقالباً دونما أي عبث بمشاعرها.. الحساسة والفياضة.. إنها النصف الحلو وشريكة العمر.. إنها نعمة من الخالق- عز وجل- ولابد من شكر النعم.
19- أقر بأنه وجود المرأة في الحياة لما وجدت الأم الرؤوم والزوج الودود والأخت الوفية والابنة الحنون. فإنه لا غنى لآدم عن حواء!! إنها السر الذي يعزى إليه نجاح أو فشل أي زواج.
20- أؤكد على أن وراء كل رجل عظيم امرأة. إن المرأة الصالحة هي التي تحث زوجها على الاستمرارية في الكفاح وتبعث في نفسه الأمل على مواجهة ما يعتري حياته اليومية من عقبات، وتأخذ بيده لتصل معه إلى النجاح الباهر والمركز المرموق.
...